حشدٌ كبير من المؤمنين بضمنهم أبناء كنيستنا الصعود مع راعيها الأب فادي نظير إجتمعوا مساء يوم الأربعاء 2018/10/31 في كنيسة سيدة النجاة للإشتراك بالقداس الإلهي الذي أقامه سيادة المطران مار أفرام يوسف عبا وسيادة المطران مار يوحنا بطرس موشي إحياءً للذكرى السنوية الثامنة للمجزرة التي حدثت فيها في مثل هذا التاريخ من عام 2010.
حضر القداس غبطة البطريرك مار لويس ساكو وسعادة السفير البابوي ألبيرتو أورتيغا وعدد من السادة الأساقفة والآباء الكهنة والأخوات الراهبات إضافة الى بعض ممثلي الطوائف المسيحية والمسؤولين.
إستذكر سيادة المطران عبا في كلمته تلك الحادثة الأليمة التي راح ضحيتها 45 شهيداً وشهيدة من مختلف الأعمار إضافة الى الكاهنين الشابين ثائر عبدال ووسيم القس بطرس، وأضاف أن هذه المذبحة تعيد الى أذهان العالم تاريخ الكنيسة المتألمة عبر العصور منذ نشأتها وتواصلاً مع الإبادات الجماعية التي استهدفت الملايين من أبناء شعبنا المسيحي من أرمن وسريان وكلدان وآشوريين، ثم عبّر سيادته عن هذه الحادثة المروّعة بأنها جلجلة القرن الحادي والعشرين.
ثم ألقى المونسنيور بيوس قاشا كلمةً بيّن من خلالها معاناة الشعب المسيحي العراقي من قتلٍ وتهجير وهمومٍ متعددة داخل البلد وخارجه، مُضيفاً أن هذا الضياع والبكاء وفقدان الأمل الذي يعيشُه المسيحيون يقابلُه الإيمان الذي يقودُ الإنسان الى الثبات وحمل الرجاء والغفران، فالمؤمن المسيحي عليه أن يتحلى بنفس صفات المسيح، أن يغلب الحقد والكراهية والإنتقام بالمحبة والتسامح والغفران، داعياً لتطبيق وصية المسيح التي جاءت في إنجيل لوقا: "أحبوا أعدائكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم". مؤكداً أن يسوع هو من سيحمل عن شعبه الأوجاع والهموم ليقوّيه لمواجهة صعوبات الحياة.
بعد القداس تم افتتاح نصب الشهداء في الباحة الخارجية للكنيسة والذي تم إنجازه من قبل الفنان ثابت ميخائيل، حيث يتكون هذا النصب من ثلاث أجزاء: الأول تمثال مريم العذراء (سيدة النجاة)، والثاني الكرة الأرضية منحوتٌ عليها الصلاة الربية بالحروف السريانية والمسمارية مع بعض الرموز الدينية، أما الجزء الثالث فمكتوب فيه أسماء الشهداء باللغتين العربية والسريانية الذين استشهدوا في حادثة كنيسة سيدة النجاة.