You are currently viewing البشارة ورموز ايقونتها

البشارة ورموز ايقونتها

إعداد : باهر بديع قودا

السلام عليك يامن أنعم الله عليها، الرب معك. فأضطربت مريم لكلام الملاك وقلت في نفسها: ما معنى هذه التحية ؟ فقال لها الملاك: لا تخافي يا مريم ، نلت حضوة عندالله . فستحبلين وتلدين إبنا تسمينه يسوع . فيكون عظيما وإبن العلي يدعى، ويعطيه الرب الاله عرش أبيه داود ، ويملك على بيت يعقوب الى الابد ، ولا يكون لملكه نهاية .

فقالت مريم للملاك: كيف يكون هذا وأنا عذراء لا اعرف رجلا ؟ فأجابها الملاك: الروح القدس يحل عليك ، وقدرة العلي تظللك ، لذلك فالقدوس الذي يولد منك يدعى إبن الله . ها قريبتك اليصابات حبلى بإبن في شيخوختها ، وهذا هو شهرها السادس ، وهي التي دعاها الناس عاقرا . فما من شئ غير ممكن عند الله . فقالت مريم: أنا خادمة الرب ، فليكن لي كما تقول . ومضى من عندها الملاك .

ينفرد البشير لوقا في سرد حادثة البشارة ، ويعطها اهمية بالغة ، فمن خلالها يعلن بدء العمل الخلاصي الموعود به ، بل هي سر الفداء في جوهره ، فيسوع المسيح هو المخلص الموعود لليهود ومخلص البشرية جمعاء في آن واحد .

في بشارة العذراء وفي أيقونات البشارة ، شخصيات ورموز كثيرة ، تحاول ان تصور وتفسر رسالة الله الاب لبدأ مخططه الخلاصي . وسنحاول ان نشير لبعض منها فيما يلي :

الملاك :

هو جبرائيل وهو قوة الله وجبروته فهو واقف امام مريم بجناحيه الكبيرين ، وبكل احترام ووقار ، حاملا رسالة الى مريم ، مناديا : افرحي ايتها الممتلئة نعمةً ، انهارسالة فرح ، رسالة فيها تحدي لحقيقة الواقع الانساني ، رسالة فيها بشارة وخبر واستأذان ، رسالة تعلن عن السر الالهي ، فابن الله يصير ابن البشر . فيردد الملاك ويقول : الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك ستحبلين وتلدين ابنا سميه يسوع.

الملاك واقف امام مريم ويده اليمنى ممدودة تجاهها، لتوحي لنا حقيقة حب الاب الذي اعطى العالم ابنه من خلال مريم العذراء.

نلاحظ ثلاثة اصابع من كف الملاك ممتدة تجاه مريم دلالة على الثالوث الاقدس، اما الاصبعان المطويان يرمزان الى طبيعة المسيح الاله والانسان معا الذي تجسد في احشاء مريم.

يحمل الملاك في يده اليسرى صولجانا ، وهذا الصولجان يرمز الى السلطان وكل سلطة مستمدة من الله.

لباس الملاك لونان ، غالبا ما يكون الاخضر والارجواني ، الاخضر يرمز الى الحياة وبالتالي الى سر التجسد الذي من خلاله يهب الله هذه الحياة، اما الارجواني فيرمز الى حب الله المتواضع.

مريم

تقف مريم بخشوع تحني قليلا راسها بتواضع وايمان، مستقبلة كلمة الله . تمد يدها اليمنى الى الملاك، دلالة على انها قبلت بتواضع مشيئة الله. وفي يدها اليسرى تحمل مغزلا ملفوفاً فيه خيط من الصوف، فكما يعطي الغنم صوفه ليلبس الناس، كذلك تعطي العذراء جسدها ودمها ليلبس ابن الله الازلي ثوبه الانساني.

رداء مريم ازرق لانه من الطبيعة البشرية، يلفها رداء ارجواني دلالة على انها اشتركت بالالوهية.

تقف مريم بقرب شجرة، وكأنها شجرة الحياة لتمتص غذائها من احشاء مريم، ووقوفها تحت الشجرة ينذر ايضا بوقوفها تحت الصليب.

ومن هذا المنطلق يضع اباء الكنيسة علاقة بين حواء ومريم ، رفضت حواء ارادة الله فهلكت اما مريم فقد قالت نعم وكانت سبب خلاص الانسانية وحواء الجديدة، تمردت حواء فإنحنت مريم تواضعا، ثمرة حواء الموت وثمرة مريم الحياة.

رموز اخرى

في اعلى الايقونة هناك ربع دائرة ينبعث منها ثلاث اشعة ترمز الى الاب والابن والروح القدس، ويمتد الشعاع الثاني نحو احشاء مريم العذراء دلالة على تجسد الابن في احشائها.

كذلك يلاحظ وجود منازل او هياكل بناء بواجهة الايقونة ، ويلاحظ وجود قماشة حمراء في احدى الهياكل وهذا يرمز الى خيمة الاجتماع حيث كان يقابل الله شعبه في العهد القديم ، اما في العهد الجديد فهناك منزلا او هيكلا فهو يذكرنا بسكنى الله الدائم ويدل على ان سر البشارة العظيم حدث داخل المنزل، وهذا ما اكده انجيل لوقا:(فدخل اليها الملاك وقال لها…).

خلف مريم هناك كرسي، ويرمز الى عرش داود لان مريم من نسله، واللون الاحمر الموجود على هذا العرش يرمز الى ان الملك الذي سيجلس عليه هو الاله المخلص الذي سيجددالخليقة. (ويعطيه الرب الاله عرش ابيه داود، ويملك على بيت يعقوب الى الابد، ولا يكون لملكه نهاية).

لقد تمت البشارة واعلنت مريم قبولها (ها انا خادمة الرب فليكن لي كما تقول) لم تعد مريم ملكا لذاتها بل ملكا لله، فتجسد الابن في احشائها وجعل منها الرب صورة الكنيسة الخصبة لتجديد الخليقة.

السلام عليك يامريم، يا ممتلئة نعمةً، الرب معك، مباركة انت بين النساء ومباركة ثمرة بطنك سيدنا يسوع المسيح.