تحدث المعاون البطريركي مار باسيليوس يلدو عن مكانةِ مريم العذراء عند الجماعة المسيحية المؤمنة مُشيراً إلى أنها لم تكنْ مجرد أم ليسوع المسيح فحسب، بل كانت التلميذة الأولى التي آمنتْ به؛ إذ أنها رافقته طيلة أيام حياته وعمِلت بكلامهِ مُستشهداً بباكورةِ آيات المسيح –معجزة تحويل الماء إلى خمر– أثناء عرس قانا الجليل حينما أمرتْ مريم الخدم أنْ يعملوا كل ما يطلبُه منهم.
المطران يلدو وخلال محاضرته التي قدمها للشبيبة صباح يوم الجمعة الموافق 22-09-2017 بيّنَ أن شخصية القديسة مريم تحمل في طياتِها معاني البساطة والمحبة فضلاً عن ملازمةِ الصلاةِ على خلافِ ما يعيشه العالم اليوم سيما الشريحة الشابة التي تعيش وسط دوامةِ تقنيات العصر وغيرها من المغرياتِ الزائلة.
ونوّه سيادته إلى ما يذهب إليه الكثيرين حول عبادتهم لمريم والنابعة من مشاعرِهم اللامتناهية التي يحملونها في دواخلِهم تجاهها والصلاةِ بإسمِها والطلب منها على حسابِ مشاركتهم في الذبيحةِ الإلهية موضّحاً بأنَّ من الواجبِ على المؤمنين إكرام مريم لا عبادتها، إذ عليهم إتخاذ شخص الرب يسوع المسيح محوراً لحياتِهم.
ومضى قائلاً بأنَّ إكرام مريم ممكن أن يتجلَّى من خلالِ إطلاق إسم مريم على تجمعاتِ الشبيبة أو الأخويات أو تشكيل مجاميع مؤمنة تحمل إسمها تأخذ على عاتقِها زيارة العوائل لمشاركتهمِ في تلاوة الصلوات والتأملات أو بناء مغارة داخل البيوت للصلاة؛ مع تأكيده على أن الصور والتماثيل ما هي إلا رموز تساعد الإنسان على التركيز في الصلاة. كما تضمنت المحاضرة نقل الخبراتِ الشخصية التي بيّنت دور مريم العذراء في تجاوزِ المؤمنين لأوقات الضيق التي مرّوا بها.