عيد السعانين
الفكرة الطقسية
اليوم يكلل صومنا بالسعانين, أي بإحتفال مهيب, يعده البسطاء والأطفال إذ يفرشون الثياب ويصرخون: ”أوشعنا لإبن داود“. نداء الضعفاء والمساكين الذين لا يريدون أن يكونوا متفرجين, بل أن يلتفوا حول يسوع ليقدموه للعالم.
عيد اليوم هو دعوة لنسير بإستمرار في موكبه.
تقديم القراءات
نستمع الى كلمة الله تعلن لنا من خلال ثلاث قراءات :
الأولى: من سفر زكريّا (9 : 9 _ 12), تصف دخول المسيح الظافر إلى أورشليم, دخول لرفع قيم المحبة والتواضع والسلام..
الثانية: من الرسالة إلى اهل رومية (11: 13– 24), تقيم مقارنة بين اليهود الرافضين والوثنيين القابلين المسيح بحماسة..
الثالثة: من إنجيل متى (20 : 29 _21 : 22), تروي دخول المسيح إلى الهيكل وهو رمز إلى هيكل قلوبنا ليطهّره ويقدسه.
قراءة من نبوءة زكريا:
ابتهجي جداً يا بنتَ صِهْيون. واهتفي يا بنتَ أُورشليم، هوذا ملِكُكِ يأتيكِ صدّيقاً مخلِّصاً متَّضِعاً، راكِباً على أتانٍ وجحش ابنِ أتان، ويُبيدُ العجلةَ من أفرائم والفَرَسَ من أورشليم، يكسِرُ القوسَ في القتال ويتكلَّمُ بالسّلامِ مع الأُمم، ويتسلَّطُ من البحرِ إلى البحر ومن النّهرِ إلى النهر إلى أقاصي الأرض، وأنتَ أيضاً بدمِ عهدِك أطلقتَ الأسرى من الجُبِّ الّذي لا ماءَ فيهِ. أقيموا في الحِصنِ يا أسرى الجماعةِ وبدَلاً من يومٍ أُجازيكم باثنين…
من رسالة بولس الرسول الى أهل رومية:
فإني أقول لكم أيها الشعوب: ما دمت أنا رسول الشعوب فإني أمتدح خدمتي. لعلي أغير الذين هم من جسدي وأخلص بعضاً منهم. لأنه إن كان رفضهم صار مصالحة للعالم, فكم بالحري يكون رجوعهم. إن ذلك إلا حياة من بين الأموات. وان كانت كانتِ الباكورةُ مقدَّسةً فكذلك العجينُ وإن كان الأصلُ مقدَّساً فكذلك الأغصان، فإن كان بعض الأغصان قد فُسِخَتْ وأنتَ الزّيتونةَ البريَّةَ طُعِّمْتَ في مواضِعِها, فصِرْتَ شريكاً في أصلِ الزّيتونةِ ودَسَمِها، فلا تفتخِرْ على الأغصانِ فإن افتخرتَ فلستَ أنت تَحْمِلُ الأصلَ، بل الأصلُ يحمِلُكَ. ولعلَّك تقولُ: إنَّما فُسِخَتِ الأغصانُ لأُطَعَّمَ انا في مواضِعها، حسَنٌ. إنَّ هؤُلاءِ فُسخوا لِعَدَم إيمانِهم. أمّا أنت فبالإيمان ثَبتَّ فلا تستكبِرْ في نفسكَ…
إنـجيل ربنا يسوع المسيح بحسب كرازة متى:
ولمّا قرُبوا من أورشليم وجاءُوا إلى بيتَ فاجِيَ بجانبِ جبلِ الزيتون أرسلَ يسوعُ اثنين من تلاميذهِ، وقال لهما: اذهَبا إلى هذهِ القريةِ الّتي أمامكما وللوقتِ تجدانِ أتاناً مربوطةً وجحشاً معها فحُلاَّهُما واتِياني بهما، فإن قال لكما أحدٌ شيئاً فقولا لهُ: الرّبُّ مُحتاجٌ إليهما فللوقتِ يُرسِلُهُما إلى ههُنا، هذا كُلُّهُ كان ليتِمَّ ما قيلَ بالنَّبيِ القائلِ، قولوا لابنةِ صِهيون هوذا مَلِكُكِ يأتيكِ متواضِعاً راكباً على أتانٍ وجحشٍ ابنِ أتانٍ، فانطلقَ التلميذانِ وصنعا كما أمرهما يسوعُ، وأتيا بالأتانِ والجحشِ ووضعا ثيابَهما على الجحشِ وركِبَهُ يسوعُ، وكان كثيرٌ من الجموعِ يفرشون ثيابَهم في الطريق وكان آخرون يقطعون أغصاناً من الشَّجر ويطرحونها في الطّريق، وكان الجموعُ الّذين يتقدَّمونهُ ويتبَعونهُ يصرُخون قائلين: أُوشعنا لابنِ داود، مُبارَكٌ الآتي باسمِ الرَّبِّ، أُوشعنا في الأعالي، ولمّا دخل إلى أُورشليم ارتَجَّتِ المدينةُ كُلُّها قائلين: مَن هو هذا؟ فقالتِ الجموعُ: هذا هو يسوعُ النّبيُّ الّذي من ناصرةِ الجليل، ودخَل يسوعُ هيكلَ اللهِ وأخرجَ جميعَ الّذين يشترون ويبيعون في الهيكلِ وقلَبَ موائِدَ الصيارفةِ وكراسيَ باعةِ الحمام، وقال لهم مكتوبٌ: إنّ بيتي بيتَ صلاةٍ يُدعى وأنتم جعلتموهُ مغارةً للُّصوص، وقدموا اليه في الهيكل عمياناً وعرجاً فشفاهم…
الطلبات:
لنقف بفرح وابتهاج ولنصلّ الى الرب بثقة قائلين :
– يارب، من أجل أن يكون إحتفالنا بالسعانين فرصة نعمة وخير وسلام لنا وللعالم أجمع..
– يارب، من أجل أن نعيش كل القيم السامية التي تبرزها السعانين وننمو إنسانياً وروحياً..
– يارب، من أجل أن تكون كنيستنا حاضرة في وسط مواطنينا, حضوراً فعالاً ومؤثراً وتشهد للإنجيل بحماسة وإنفتاح..
– يارب، من أجل بلدنا كي تعبر عنه الشدة وتعود الحياة إلى مجراها الطبيعي, ويعيش الجميع بفرح وسعادة ..