إعداد : باهر بديع قودا
كان
العهد القديم يطلب من المرأة أن تتقدّم إلى الهيكل من أجل تنقيتها. بعد
أربعين يوماً لولادة الصبي (80 يوماً لولادة البنت). تأتي إلى الهيكل ومعها
خروفا أو زوجا يمام أو زوجا حمام . هذا ما كان يقوم به والد الولد.
انّ
تقدمة يسوع إلى الهيكل على يد والديه هي مناسبة (إعلان نبويّ) لرسالة يسوع
المخلّص . وهي تدلّ أيضا على الدور الذي لعبه يوسف ومريم في بداية هذه
الرسالة .
هذا هو مجيء يسوع الأول إلى أورشليم . أورشليم التي ستكون
المحطّة الأخيرة في مهمته النبوية . وإلى هناك سيدعو تلاميذه : “أقيموا في
مدينة أورشليم إلى أن تحل عليكم القوة من العلى .
جميع الأشخاص الذين
نجدهم حول يسوع في الهيكل ، يتميّزون بحبّهم للشريعة ، يوسف ومريم وسمعان هو
صورة البار الذي “ينتظر عزاء إسرائيل” وكذلك حنة النبية .
يستعمل لوقا
العهد القديم استعمالاً واسعاً في تدوين الحدث ، وهدفه أن يكشف سرّ يسوع .
ومن خلاله . سنكتشف عناصر عدّة استقاها من التقاليد السابقة وكما يلي :
اولا : الطاعة للشريعة
يسوع إنسان حقّ ، ووعيه وعي طفل في هذا الوقت من حياته . وهو يرتبط بوالديه
ارتباطًا كليًّا كما يحدث لنا يوم نتقبّل سرّ العماد . فيوسف ومريم هما
اللذان يُتمّان “ما تفرضه الشريعة بشأنه ” . في الواقع ، يحدّد لوقا
لعملهما هدفين اثنين : تطهير مريم وتقدمة يسوع . كل امرأة وضعت ولدًا ذكرًا
تذهب إلى الهيكل بعد أربعين يومًا لولادتها لتُتمّ طقس الطهور . تكون المرأة
في حالة نجاسة حتّى إتمام هذا الطقس . هذا لا يعني أنّها في حالة الخطيئة .
بل في حالة تمنعها فيها الشريعة من الاتّصال بالآخرين أو بالأمور المقدّسة
لئلا تنجّسها . في هذه الحالة تُقدّم المرأةُ حمَلاً ابن سنة وحمامة أو
يمامة . إذن، هي تقدّم ذبيحتين . وإذا كانت المرأة فقيرة ، كما كانت مريم ، فهي
تكتفي بتقدمة زوجَيْ يمام أو فرخَيْ حمام . لا تفرض الشريعة تقدمة الولد
إلى الهيكل ، كما فعل يوسف ومريم ، ولكنّها تطلب “افتداءه ” وتعلن أنّ كل ذكر
فاتح رحم يخصّ الربّ (خر 2:13، يجب أن يُكرّس له ، أن يُعتبر خاصّته).
ولهذا يجب أن نفتديه (خر 13:13؛ 34: 30) . ويبدو للبشير لوقا أنّه يرى لدى
والدَيْ يسوع النيّة بأن يُقرّا بأن الولد يخصّ الربّ ، وبأنّ يقدّماه من
أجل المهمّة التي تنتظره .
ثانيا: سمعان الشيخ
لا نلاحظ في النص
كيفية اتمام الشريعة ، فلا نلاحظ هناك كهنة او لاويين فالخبر يركز على تدخّل
نبيّ هو سمعان ونبيّة هي حنة ، سمعان هو مُمارِس أمين للشريعة ، وهو بصورة
خاصّة نبيّ لأنّ الروح كان عليه ، وكان سمعان أسعد من الأنبياء الذين سبقوه ،
فعرف بوحي من الروح أنّه سيرى المسيح قبل أن يموت . وتحقّق هذا الوعد الذي
جاءه من الربّ يوم حمل والدا يسوع الطفلَ إلى الهيكل .
وأخذ سمعان يسوعَ
الطفلَ بين يديه : بارك الطفلَ ورفع آيات الشكر لله . والصلاة التي تلفّظ
بها ، تلعب في حياة يسوع الدور الذي لعبته مباركة زكريا ليوحنا : في النهاية
أعلن سمعان رسالة يسوع (2: 32) كما هب مهمّةَ يوحنا المعمدان (1: 76- 77)
تتقدّم الرب وتهيئ الطريق له.
بدأ سمعان فلاحظ أنَّ الربَّ وفى بوعده
(آ 29، رج آ 27). هو يستطيع أن يموت بسلام بعد أن رأى “الخلاص” ، الذي
لايقتصر على الشعب اليهودي فقط بل سيكون خلاصا لجمبع الامم .
وتكلّم
سمعان مرّةً أخرى (آ 34). وكما باركت أليصابات مريم (42:1) ، بارك سمعان
والدَي يسوع وهنّأهما على الدور الذي أُعطي لهما أن يلعباه في عمل الله .
وتلفّظ بقول نبويّ جديد وجّهه إلى مريم . هذا القول يعلن انقسام إسرائيل
أمام يسوع ساعةَ يبدأ المخلّص رسالته ، يسوع يقدّم الخلاص لكل شعبه ، فعلى
كلّ واحد أن يتّخذ قراره أمامه . نستطيع أن نرفضه فنجد هلاكنا ، ونستطيع أن
نتقبّله فندخل في بناء الهيكل المقدّس . الخلاص في يسوع هو خلاص بالإِيمان ،
وبتوقّف سمعان عند الوجهة المأساوية لانقسام إسرائيل : سيكون يسوع علامة
خلاف . سيعارضه الناس ويقاومونه .
وانتقل سمعان فجأةَ من الطفل إلى أمّه : أعلن لها أنها ستُطعن بسيف . سيجوز سيفٌ في نفسِك ، في قلبك ، فيك .
كيف نفسّر هذه الكلمات التي تحمل التهديد الى مريم ؟ لاشك انه ألم الأم
المؤمنة أمام صليب يسوع .
ثالثا: حنة النبية:
حنّة هي نبيّة .
وقد عرف العهد القديم عددًا من النبيّات ، تصرّفت حنة مثلَ زكريّا (1: 64،
68) وسمعان (28:2) فأنشدت الحمد للربّ لأنها رأت في يسوع حدثَ الخلاص . إنه
هو من “يَفدي أورشليم” .
رابعا: العودة الى الناصرة
وتعود نهاية
الحدَث مرّةً أخرى إلى يوسف ومريم اللذين يمارسان الشريعة (رج آ 22- 24،
27) . وترتبط هذه النهاية بخبر المشاهد السابقة فتشدّد على رجوع والدَي يسوع
إلى الناصرة من حيث انطلقا (1: 26؛ 2: 4) . ويقدّم لوقا طفولة يسوع في تعليق
قصير (آ 40) تتوازى بدايته مع ما يتعلّق بيوحنّا المعمدان (1: 85) . تذكرنا
هذه الطفولة بأخبار طفولة عديدة نقرأها في العهد القديم . يدلّ إسحق (تك
8:21) وصموئيل (1 صم 3: 19) على يسوع ، وإسماعيل (تك 21: 20) وشمشون (قم 13:
24- 25) على يوحنا المعمدان . وللاختلافات بين التعليقين معناها : كان يوحنا
“يتقوّى في الروح” . أمّا يسوع فكان يتقوّى “ويمتلئ بالحكمة” . قد يكون لوقا
تحاشى ان يقول إن يسوع نما “في الروح”، لأَنه قال فيه إنه حبل من الروح
(35:1) . ومهما يكن من أمر، فالإِِنجيل يشدّد مرارًا على أن الحكمة هي خير
خاصّ بيسوع (آ 52؛ 21: 15؛ رج 49:11) . وهو يبيّنه لنا في الحدَث اللاحق
عائشًا هذه الحكمة بذكاء أجوبته للمعلّمين (46:2- 47، رج آ 52) . لا شكّ في
أنه ينسب هذه الحكمة إلى عمل الروح (رج أع 6: 10 والتوازي بين لو 15:21 ومت
19:10- 20 ومر 13: 11) . وهناك سِمَةٌ تميّز يسوع عن يوحنا المعمدان : إنه
موضوع نعمة الله (رج 2: 52) . وأخيرًا ، إذ يذهب يوحنا منذ حداثته إلى البرية
حيث سيقوم بمهمته (24:7) ، سيكبر يسوع في الناصرة مع معاصريه الذين سيكون
معهم طَوالَ حياته .
عيد تقدمة يسوع إلى الهيكل مبارك عليكم …
كان
العهد القديم يطلب من المرأة أن تتقدّم إلى الهيكل من أجل تنقيتها. بعد
أربعين يوماً لولادة الصبي (80 يوماً لولادة البنت). تأتي إلى الهيكل ومعها
خروفا أو زوجا يمام أو زوجا حمام . هذا ما كان يقوم به والد الولد.
انّ
تقدمة يسوع إلى الهيكل على يد والديه هي مناسبة (إعلان نبويّ) لرسالة يسوع
المخلّص . وهي تدلّ أيضا على الدور الذي لعبه يوسف ومريم في بداية هذه
الرسالة .
هذا هو مجيء يسوع الأول إلى أورشليم . أورشليم التي ستكون
المحطّة الأخيرة في مهمته النبوية . وإلى هناك سيدعو تلاميذه : “أقيموا في
مدينة أورشليم إلى أن تحل عليكم القوة من العلى .
جميع الأشخاص الذين
نجدهم حول يسوع في الهيكل ، يتميّزون بحبّهم للشريعة ، يوسف ومريم وسمعان هو
صورة البار الذي “ينتظر عزاء إسرائيل” وكذلك حنة النبية .
يستعمل لوقا
العهد القديم استعمالاً واسعاً في تدوين الحدث ، وهدفه أن يكشف سرّ يسوع .
ومن خلاله . سنكتشف عناصر عدّة استقاها من التقاليد السابقة وكما يلي :
اولا : الطاعة للشريعة
يسوع إنسان حقّ ، ووعيه وعي طفل في هذا الوقت من حياته . وهو يرتبط بوالديه
ارتباطًا كليًّا كما يحدث لنا يوم نتقبّل سرّ العماد . فيوسف ومريم هما
اللذان يُتمّان “ما تفرضه الشريعة بشأنه ” . في الواقع ، يحدّد لوقا
لعملهما هدفين اثنين : تطهير مريم وتقدمة يسوع . كل امرأة وضعت ولدًا ذكرًا
تذهب إلى الهيكل بعد أربعين يومًا لولادتها لتُتمّ طقس الطهور . تكون المرأة
في حالة نجاسة حتّى إتمام هذا الطقس . هذا لا يعني أنّها في حالة الخطيئة .
بل في حالة تمنعها فيها الشريعة من الاتّصال بالآخرين أو بالأمور المقدّسة
لئلا تنجّسها . في هذه الحالة تُقدّم المرأةُ حمَلاً ابن سنة وحمامة أو
يمامة . إذن، هي تقدّم ذبيحتين . وإذا كانت المرأة فقيرة ، كما كانت مريم ، فهي
تكتفي بتقدمة زوجَيْ يمام أو فرخَيْ حمام . لا تفرض الشريعة تقدمة الولد
إلى الهيكل ، كما فعل يوسف ومريم ، ولكنّها تطلب “افتداءه ” وتعلن أنّ كل ذكر
فاتح رحم يخصّ الربّ (خر 2:13، يجب أن يُكرّس له ، أن يُعتبر خاصّته).
ولهذا يجب أن نفتديه (خر 13:13؛ 34: 30) . ويبدو للبشير لوقا أنّه يرى لدى
والدَيْ يسوع النيّة بأن يُقرّا بأن الولد يخصّ الربّ ، وبأنّ يقدّماه من
أجل المهمّة التي تنتظره .
ثانيا: سمعان الشيخ
لا نلاحظ في النص
كيفية اتمام الشريعة ، فلا نلاحظ هناك كهنة او لاويين فالخبر يركز على تدخّل
نبيّ هو سمعان ونبيّة هي حنة ، سمعان هو مُمارِس أمين للشريعة ، وهو بصورة
خاصّة نبيّ لأنّ الروح كان عليه ، وكان سمعان أسعد من الأنبياء الذين سبقوه ،
فعرف بوحي من الروح أنّه سيرى المسيح قبل أن يموت . وتحقّق هذا الوعد الذي
جاءه من الربّ يوم حمل والدا يسوع الطفلَ إلى الهيكل .
وأخذ سمعان يسوعَ
الطفلَ بين يديه : بارك الطفلَ ورفع آيات الشكر لله . والصلاة التي تلفّظ
بها ، تلعب في حياة يسوع الدور الذي لعبته مباركة زكريا ليوحنا : في النهاية
أعلن سمعان رسالة يسوع (2: 32) كما هب مهمّةَ يوحنا المعمدان (1: 76- 77)
تتقدّم الرب وتهيئ الطريق له.
بدأ سمعان فلاحظ أنَّ الربَّ وفى بوعده
(آ 29، رج آ 27). هو يستطيع أن يموت بسلام بعد أن رأى “الخلاص” ، الذي
لايقتصر على الشعب اليهودي فقط بل سيكون خلاصا لجمبع الامم .
وتكلّم
سمعان مرّةً أخرى (آ 34). وكما باركت أليصابات مريم (42:1) ، بارك سمعان
والدَي يسوع وهنّأهما على الدور الذي أُعطي لهما أن يلعباه في عمل الله .
وتلفّظ بقول نبويّ جديد وجّهه إلى مريم . هذا القول يعلن انقسام إسرائيل
أمام يسوع ساعةَ يبدأ المخلّص رسالته ، يسوع يقدّم الخلاص لكل شعبه ، فعلى
كلّ واحد أن يتّخذ قراره أمامه . نستطيع أن نرفضه فنجد هلاكنا ، ونستطيع أن
نتقبّله فندخل في بناء الهيكل المقدّس . الخلاص في يسوع هو خلاص بالإِيمان ،
وبتوقّف سمعان عند الوجهة المأساوية لانقسام إسرائيل : سيكون يسوع علامة
خلاف . سيعارضه الناس ويقاومونه .
وانتقل سمعان فجأةَ من الطفل إلى أمّه : أعلن لها أنها ستُطعن بسيف . سيجوز سيفٌ في نفسِك ، في قلبك ، فيك .
كيف نفسّر هذه الكلمات التي تحمل التهديد الى مريم ؟ لاشك انه ألم الأم
المؤمنة أمام صليب يسوع .
ثالثا: حنة النبية:
حنّة هي نبيّة .
وقد عرف العهد القديم عددًا من النبيّات ، تصرّفت حنة مثلَ زكريّا (1: 64،
68) وسمعان (28:2) فأنشدت الحمد للربّ لأنها رأت في يسوع حدثَ الخلاص . إنه
هو من “يَفدي أورشليم” .
رابعا: العودة الى الناصرة
وتعود نهاية
الحدَث مرّةً أخرى إلى يوسف ومريم اللذين يمارسان الشريعة (رج آ 22- 24،
27) . وترتبط هذه النهاية بخبر المشاهد السابقة فتشدّد على رجوع والدَي يسوع
إلى الناصرة من حيث انطلقا (1: 26؛ 2: 4) . ويقدّم لوقا طفولة يسوع في تعليق
قصير (آ 40) تتوازى بدايته مع ما يتعلّق بيوحنّا المعمدان (1: 85) . تذكرنا
هذه الطفولة بأخبار طفولة عديدة نقرأها في العهد القديم . يدلّ إسحق (تك
8:21) وصموئيل (1 صم 3: 19) على يسوع ، وإسماعيل (تك 21: 20) وشمشون (قم 13:
24- 25) على يوحنا المعمدان . وللاختلافات بين التعليقين معناها : كان يوحنا
“يتقوّى في الروح” . أمّا يسوع فكان يتقوّى “ويمتلئ بالحكمة” . قد يكون لوقا
تحاشى ان يقول إن يسوع نما “في الروح”، لأَنه قال فيه إنه حبل من الروح
(35:1) . ومهما يكن من أمر، فالإِِنجيل يشدّد مرارًا على أن الحكمة هي خير
خاصّ بيسوع (آ 52؛ 21: 15؛ رج 49:11) . وهو يبيّنه لنا في الحدَث اللاحق
عائشًا هذه الحكمة بذكاء أجوبته للمعلّمين (46:2- 47، رج آ 52) . لا شكّ في
أنه ينسب هذه الحكمة إلى عمل الروح (رج أع 6: 10 والتوازي بين لو 15:21 ومت
19:10- 20 ومر 13: 11) . وهناك سِمَةٌ تميّز يسوع عن يوحنا المعمدان : إنه
موضوع نعمة الله (رج 2: 52) . وأخيرًا ، إذ يذهب يوحنا منذ حداثته إلى البرية
حيث سيقوم بمهمته (24:7) ، سيكبر يسوع في الناصرة مع معاصريه الذين سيكون
معهم طَوالَ حياته .
عيد تقدمة يسوع إلى الهيكل مبارك عليكم …