الكتاب المقدس
كلنا نملك في مكتبتنا الصغيرة في البيت (الكتاب المقدس) ونستمع الى قراءات من فصوله في الكنيسة عند مشاركتنا في القداس الإلهي، وهو حاضر معنا في التعليم المسيحي. من المؤكد إننا نعلم ان هناك كنوز بل اكثر من كنوز في هذا الكتاب. فكلنا نؤمن بهذا الكتاب ونعتبره مقدسا. لكننا لانعرف عنه الكثير ولانملك معلومات وافية عن محتوى أجزائه وتكوينه.
ما هو الكتاب المقدس:
ان كل الكتب التي يقرأها الانسان فيها من القصائد الشعرية والفلسفات الفكرية والحكمية والقصص والحكايات والاكتشافات العظيمة والحقائق الروحية…..الخ. جميعها مدونة في كتب ومحفوظة لنا بكلمات.
ولان الكلمة هي مفتاح العقول، والكلمة هي التي من خلالها نصل الى أفكار الرجال وأفكار الباحثين والكتاب، والكلمة هي التي توصلنا الى فكر الله.
وحتى نسمع الكلمة لابد لنا من إذان صاغية.
يقول يسوع المسيح له المجد (من له اذنان فليسمع).
لان كلام الله ليس كسائر الكلام.
انه كلام فعال: لنتأمل في إنجيل يوحنا 1:1-18
1. فبكلمته صنع العالمين من آية 1-5
2. وبكلمته اظهر ذاته الى موسى (الكلمات العشر) آية 17
3. وبكلمته تجسد وحل بيننا آية 14
4. وكلمته هي كتاب يتكلم آية 18
هذا الكتاب هو كتاب النعمة والحق انه الكتاب المقدس.
تعاريف
الكتاب المقدس: هو اكثر من كتاب، انه مكتبة، فيه عدد كبير من المؤلفات، يختلف بعضها عن بعض، وهذه الكتب مقسومة الى مجموعتين كبيرتين، العهد القديموالعهد الجديد.
فالكتاب المقدس هو اذا مجموعة الكتب التي تخبرنا عن العهد الذي قطعه الله، بمباركة إبراهيم ونسله من بعده مجددا ميثاقه مع شعب إسرائيل ببنود الكلمات العشر (الوصايا العشر) والشريعة بواسطة موسى،العهد القديم. متمما عهده بيسوع المسيح (العهد الجديد) عهد الرحمة والخلاص.ونحن كمسيحيين نؤمن بان الكتاب المقدس هو كلمة الله المقدسة كتبها رجال من عند الله محملين بالهام الروح القدس.
وقد استمرت كتابته قرون طويلة حوالي (1500) سنة وكتب بثلاث لغات العبرية والآرامية واليونانية (السبعينية)
يحوي الكتاب المقدس على (66) سفر او كتاب، (39) سفر في العهد القديم و(27) سفر في العهد الجديد. يضاف إليها (6) أسفار عند الكاثوليك تسمى بالأسفار القانونية الثانية .
العهد:
هو اتفاق او عقد او ميثاق يبرم بين طرفين ويترتب على الطرفين الالتزام ببنود الاتفاق.
اما العهد في الكتاب المقدس فمفهومه ان الله يدخل في علاقة خاصة مع البشر رجال ونساء فهو يريد ان يقود كل البشر نحو حياة الشراكة معه
سفر ارميا 33:31 (أكون لهم إلها ويكونون لي شعبا). وهذا ما حققه يسوع بمملكته (ملكوت الله).
العهد القديم:
هو الجزء الأول من الكتاب المقدس وهو مشترك بين اليهود والمسيحيين مع بعض الفوارق، مكتوب باللغة العبرية وجزء منه بالآرامية. ثم ترجم الى اليونانية (الترجمة السبعينية).
فيه مجموعة كبيرة من الكتب منها كتب الشريعة (التوراة) والأسفار التاريخية والسير الشخصية والشعرية وكتب الأنبياء.
هو مسيرة الانسان وعلاقته وعهوده مع الله منذ بدء التكوين حتى ظهور المسيح,العهد القديم هو ممهد للعهد الجديد ففيه النبوات التي تكلمت عن مجيء المسيح.
العهد الجديد:
هو الجزء الثاني من الكتاب المقدس وهو واحد لكل المسيحيين، كتب باليونانية .يحتوي على أربع أناجيل وأعمال الرسل ورسائل وسفر الرؤيا.
العهد الجديد هو مكمل ومتمم للعهد القديم، لان بيسوع المسيح تم الخلاص فهو عهد الخلاص عهد الحب عهد الرحمة.
طبيعة الكتاب المقدس:
لنتأمل ونتعمق في طبيعة الكتاب المقدس لنجد ما يلي:
1. كتاب روحي
2. كتاب موحى به
3. كتاب للعالم
4. كتاب مستقيم وصادق
5. كتاب محفوظ
اولا كتاب روحي:
لان الله روح فقد خلق الانسان على صورته ذا طبيعة روحية.
لذلك نجد ان الكتاب المقدس يبحث في عمق العلاقة الروحية التي تربط الله بالانسان. لذا علينا عند قراءة النصوص القصصية والتاريخية ان نتمعن في المعنى الروحي لها.
ثانيا كتاب موحى به:
بالتأكيد ان الانسان لا يستطيع ان يبدع كتابا كالكتاب المقدس ما لم يكون الله قد أوحى اليه.
يقول الكتاب المقدس ان الله له المقدرة على مخاطبة الانسان وان الانسان له المقدرة على الاستماع.
ثالثا كتاب للعالم:
بما ان الله هو اب واله لجميع البشر فكلامه وإعلانه ليس لأمة او شعب بل هو لجميع البشر بكل أجناسهم وألوانهم.
فهو كتاب العالم بأسره دونما تمييز.
فقد بلغت عدد اللغات التي ترجم اليها الكتاب المقدس تقريبا (1000) لغة، وجميع اللغات أطلقت عليه الكتاب المقدس
رابعا كتاب مستقيم وصادق:
لقد كتب الكتاب المقدس باسلوب واضح وصريح ومبسط دون اللجوء الى شروحات موسعة او محاولة إخفاء الحقائق مهما كانت مؤلمة.
فقد دون فيه أخطاء قام بها رجال الله وشعبه دون غطاء او غموض.لذا نرى ان الأشخاص الذين تكلم عنهم الكتاب المقدس هم أشخاص شبيهون بنا.
خامسا كتاب محفوظ:
الكتاب المقدس كتاب حي، كتاب محفوظ لأنه موجود لأكثر من (3000) سنة.
وهناك أكثر من (5000) لفيفه أو مخطوطة كتب عليها الكتاب المقدس موجودة اليوم بالغة العبرية واليونانية واللاتينية والسريانية والقبطية . كلها محفوظة لدى الكنيسة.
وقد أكدت اكتشافات علماء الآثار والباحثين صحت ما ورد في الكتاب المقدس. فكل هذه المخطوطات والاكتشافات محفوظة لدى الكنيسة.
فمن الواضح إن الله أوحى بالكتاب المقدس، وقد وفر له الحماية وحافظ عليه من اي تلف عبر العصور وذلك لكي لا تفوتنا الإفادة من محبة الله ورحمته.
ولأجل ذلك واجب علينا نحن أيضا ان نبادل الله هذا الاهتمام فنقبل الكلمة ونحافظ عليها.